النص السماعي بلد الاستقرار - السادس ابتدائي
النص السماعي بلد الاستقرار ...
لم يخطر ببالنـا، أنا وأبي وأمي وأختي الصغيرة، أننا سنجد في هذا البلد الجميل: المغرب، وطناً ثانياً؛ يضمد جراحنا، ويواسينا في أحزاننا، ونحن الذين غادرنا بلدنا في وسط إفريقيا، ووجهتنا الهجرة إلى الديار الأوروبية...!
كثيرون ممن رافقونا في رحلة الهجرة الشاقة، ومعهـم صغارهم، كانوا يصرون على البقاء بالمغرب بضعة أسابيع فقط، ثم التوجه، بعد ذلك، إلى الضفة الأخرى الشمالية من البخر..
غيـر أنـنـا، حيـن وطأت أقدامنا هذا البلد، الذي اعتبرناه في البداية مجرد بلد عبور، وجدنا ترحيباً كبيراً من الأهالي والأسر المغربية.. ولم تمر إلا أيام قليلة، حتى أحسست بأبي يغير رأيه بخصوص مواصلة طريق هجرتنا نحو أوروبا.. سمعته، ذات يوم، يقول لأمي:
مـا رأيـك إذا بقينـا بالمغرب...؟! كل شيء متاح لنا هنـا.. وقد بلغني مـن بعض الأصدقاء الذين سبقونا إلى هذا البلد، بأن السلطات المغربية بدأت تمكن المهاجرين الأفارقة من بطاقات الإقامة، وحقوق أخرى كثيرة...!
وجدت أمي تقاسم أبي الرأي نفسه، وأنا أيضاً، وجدت في المغرب أصدقاء جدداً في مثل سني، شاركتهم حجرة الدرس..
ما زلت أذكر ذلك الصباح الأول الذي رافقني فيه والـدي إلى المدرسة. استقبلني الأستاذ بابتسامة عريضة، وربت على كتفي، ثم أجلسني في المقعد الأول، بجائب (ليلى)، وقال لي بنبرة فيها كثير من التشجيع :
ستتعلم اللغة العربية، كباقي الأطفال، وستجـد فـي هـذه المدرسة كثيراً من الأصدقاء؛ يحبونك، ويشاركونك متعة التعلم...!
كانت سعادتي كبيرة، وأنا أسمع هذه الكلمات الطيبة المشجعة التي سرعان ما تحولت إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع؛ حيث وجدت في جميع الأطفال المغاربة الترحاب الكبير؛ فصرت واحداً منهم..
وتواصلت الأغـوام، وتعلمت اللغة العربية، وصرت أنتقل، بتفوق، من فضل إلى آخر، بفضل مـا وجدته من تعاون من قبل أساتذتي وأصدقائي.. وها أنا الآن بالقسم السادس..
أمـا أبـي، فتعلم اللغة العربية، واتخذ لنفسه دكاناً صغيراً في المدينة؛ يبيع فيه الملابس التقليدية الإفريقية التي كانت تخيطها أمي بالمنزل.. وهكذا صار لنا بيت ومستقر، وأصبح المغرب بالنسبة إلينا بلد استقرار وأمان..
استثمار النص:
- من أين هاجر الكاتب وأسرته؟ لماذا هاجروا؟ أين هاجروا؟ إلى أين كانت وجهتهم؟
- من رافقهم في رحلتهم؟ لماذا لم يستقر هؤلاء المرافقون بالمغرب؟
- ماذا وجدت أسرة الكاتب من الأهالي والأسر المغربية؟ لماذا؟
- هل احتفظ والد الكاتب برأيه في الهجرة إلى أوربا؟ لماذا؟
- ماذا طلب الوالد من زوجته؟ ماذا كان رد فعل الزوجة الأم؟
- بم أقنعها الآن؟
- ما الحقوق التي سيستفيدون منها؛ إن مكثوا بالمغرب؟
- هل فرح الكاتب / الطفل بفكرة الاستقرار بالمغرب؟ لماذا؟
- ماذا تذكر الكاتب؟ كيف كان أول يوم له في المدرسة بالمغرب؟
- ماذا تعلم الكاتب في المدرسة؟ وماذا وجد فيها؟ كيف كانت مسيرته الدراسية؟
- في أي مستوى يدرس الآن؟
- كيف اندمج الأب مع المجتمع المغربي؟
- ماذا قررت الأسرة الإفريقية؟ لماذا؟
- ألخص أفكار النّص شفهياً، انطلاقاً من الصور.
- ما المهارة الأكثر حضوراً في هذا النّص؟
- أنتج نصا شفهيا آخر بأسلوبي، مستعينا بمشاهد الكتاب، وما استفدته من النص المسموع.
