أسامة والإنترنت - الخامس ابتدائي
أسامة فتى في الثالثة عشر من عمره، مرتب ومنظم، يستيقظ كل صباح باكراً ، يتناول فطوره ويرتدي ثياب المدرسة، ثم يتناول حقيبة المدرسة التي أعد برنامجها في الليلة السابقة ويغادر متلهفا للدراسة.
إنه طالب مجتهد، ينجز واجباته المدرسية، ويحضر دروسه، ويحرص على زيارة المكتبة العامة في نهاية الأسبوع، وأستعارة كتب تساعده في زيادة مداركه ومعرفته. إن أسامة صبي ذكي يتقن لعبة الشطرنج، ويتفوق على أقرانه فيها .وهو حارس مرمى ماهر أيضاً، قادر على صد أقوى الركلات. ذات يوم أحضر والد أسامة حاسوباً إلى البيت مكافاة لولده المتفوق في دراسته، وقام بتوصيل الجهاز بشبكة الإنترنت، وسمح لأسامة بأستخدام الجهاز ساعة في اليوم بعد أن ينهي دراسته .فرح أسامة بهدية والده، وبدأ يتمتع باللعب على الجهاز في أوقات فراغه. سافر والد أسامة إلى العاصمة لينهي بعض الأعمال المتراكمة، وأخبر العائلة أنه سيتغيب تلك الليلة عن البيت . في ذلك اليوم شغل أسامة جهاز الحاسوب بعد أن عاد من المدرسة، وقام بالدخول إلى الإنترنت بعد أن أخبر والدته بأنه سيبحث عن موضوع في مادة العلوم. بدأ بتحميل برامج ألعاب قدم له صديقه روابطها ...يحمل اللعبة، ينزلها على الجهاز ويبدأ اللعب .ساعة ...ساعتين ... ثلاث ساعات .ينتصف الليل وأسامة جالس أمام الجهاز. إنها السابعة إلا ربعاً، إستيقظ أسامة هلعاً، لقد تأخر ؛ ارتدي ملابس المدرسة وخرج مسرعاً ؛ حين وصل دخل الصف، وكان يشعر بالنعاس ؛ الأستاذ يشرح وأسامة يتثاءب، ثم يستيقظ على صوت الأستاذ : "هيا يا أبنائي أخرجوا الواجب". " الواجب آه ... نسيت"
يقول أسامة في نفسه ينتبه الأستاذ للفتى فيقول له : "أسامة ما المشكل؟"
"لا لا يا أستاذ، فقط أبحث عن دفتري" فتح الحقيبة، فتش بين الكتب وصاح "ياويلتاه، إنها حقيبة أختي هدى". أصيب الأستاذ، بالذهول كيف لأسامة أن يضع نفسه في هذا الموقف المخرج؟ طلب منه التقدم نحوه، وأستفسر عن الأسباب التي جعلت الفتى الذكي يظهر بمظهر لا يليق .وبعد حوار خاص بين الأستاذ وأسامة، علم الأستاذ سير هذا التحول، وقرر استدعاء الوالد لمحاصرة المشكل .حضر الأب فور إشعاره وقرر ما يلي : حرمان أسامة من الجلوس أمام الحاسوب واستخدام الإنترنت حتى نهاية العام الدراسي.