المخترعة الصغيرة - الخامس ابتدائي
كانت هناك بنت صغيرة أسمها لمياء،طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، تجلس دائماً على كرسي متحرك، ولا تقدر على السير بمفردها بتاتاً، وكانت ذكية جدا، واشتهرت بين أسرتها وأصدقائها الكثر بذكائها الشديد، وأختراعها للعديد من الأشياء الناجحة.
كانت أسرتها وجميع أصدقائها يحبونها كثيراً ، خصوصاً أختها الصغيرة، التي صنعت لها لعبة تتحدث بطلاقة، وسيارة تعمل بالطاقة الشمسية. إلا أن أهم إنجاز قامت به لمياء هو أختراع رجل آلي لم يكلفها الكثير من المال، قامت بتثبيته بدقة عالية، وأضافت إليه بطارية للطاقة، لكي يعمل، وقامت ببرمجته بعناية، لكي يؤدي مهامه بدقة، فقد جعلته يتحدث بطلاقة، ويتحرك بسرعة.
وبعد أسابيع طويلة من العمل الشاق والجهد المضنى، أنهت لمياء الرجل الآلي، وقررت تحضير مفاجأة لأسرتها وأصدقائها، تكشف فيها عن الرجل الآلي الجديد الذي اخترعته، وتوقعت أن تحصل على المزيد من التقدير من أسرتها وأصدقائها.
إختارت اليوم والمكان المناسبين اللذين كشفت فيهما عن اختراعها الجديد، حيث اختارت بهو المنزل، فدفعت الكرسي المتحرك الذي يجلس عليه الرجل الآلي، ودخلت البهو، وقالت: "أحييكم، وأقدم لكم أختراعي المذهل الجديد. إنه فريد الرجل الآلي الذي سيساعد في جميع الأعمال، وسينفذها بكل عناية ودقة وجودة، إنتظروا قليلاً أيها السادة، سيصب لكم فريد الشاي"، وبالفعل صب فريد الشاي للجميع، وقدمه بسلاسة وأحترافية مطلقة وسرعة فائقة، لكن فجأة سقطت الصينية من يدي فريد الرجل الآلي، وانبعث منه الدخان.
ضحك الجميع على ما حدث، إلا أن والد لمياء قال بنبرة حادة : "لا داعي للضحك"، ثم التفت إلى ابنته المخترعة الصغيرة قائلاً : "لقد قمت بعمل رائع يا ابنتي، فلقد تحرك الرجل الالي، وقدم لنا بالفعل الشاي .والعجيب حقا أنك لم تنفقي على اختراعك سوى مال قليل، لذا سأعطيك مزيداً من المال لكي تقومي بمزيد من الاختراعات الناجحة، فأنا متأكد أنك ستنجحين لا محالة لأنك طفلة ذكية".
