لغتي هويتي - الخامس ابتدائي
جلس أكرم إلى جانب إيمان أبنة خالته وقد عادت من ديار الغربة لقضاء عطلة الصيف، كلمها باللغة الفرنسية اعتقاداً منه أنها لا تتكلم اللغة العربية، هزت إيمان رأسها وابتسمت أبتسامة تحمل نوعاً من العتاب وردت عليه قائلة: "أنا أتكلم اللغة العربية واللغة الأمازيغية فلا تكلف نفسك عناء البحث عن لغة أخرى لتتواصل بها ..إعتذر أكرم قائلا : "عذراً يا إيمان لم أكن أعلم ذلك، لكن كيف تتحدثين هاتين اللغتين وقد ولدت ونشأت في (هولندا)؟"
قالت إيمان: "الفضل يرجع من بعد الله لأسرتي في البيت ولأساتذتي في المدرسة. تدخلت الخالة مريم لتبدد أستغراب أكرم وقالت:"نحن يا ابن أختي لا تتنكر لهويتنا، إننا نتحدث داخل البيت بالعربية والأمازيغية، وتحرص على التواصل بهما مع أبنائنا وجيراننا وأصدقائنا من المغاربة المهاجرين". قال أكرم: "فهمت فضل البيت، وأرجو توضيحاً لدور الأساتذة". قالت الخالة مريم: "أثرك الجواب ليوسف صاحب الاختصاص، فهو مدرس اللغة العربية والثقافة المغربية في هولندا".
طبطب يوسف على كيفي أكرم وقال: "أنا يا أبني بحكم مهنتي سأوضح لك ذلك، نحن عدد كبير من الأساتذة المغاربة تقوم بتدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء وطننا في بلدان المهجر، جئنا مبعوثين لأداء هذه الرسالة المغربية النّبيلة في إطار رسمي". "كيف ذلك يا عمي؟" سأل أكرم .استطرد الأستاذ يوسف قائلاً : "إنّ المملكة المغربية حريصة على ترسيخ التشبت بمقدسات الأمة لدى أبناء الجالية، والاعتزاز بالانتماء إلى المغرب وحضارته العريقة، والإنخراط في المسار الراسخ لبناء مجتمع ديمقراطي حداثي، متشبت بهويته المغربية الأصيلة والموحدة، الغنية بتعدد روافدها، وحريصة على تأطير أبناء الجالية المغربية لتحقيق النجاح في تحصيلهم الدراسي، عبر تعليم ملائم ومتنوع ومنفتح، يسهم في المحافظة على الهوية المغربية والاندماج في ثقافة بلد الإقامة". جدد أكرم اعتذاره وشكر الجميع على معلوماتهم القيمة.
