من حقك أن تعبر - الخامس ابتدائي
إستيقظ يوسف من نومه مبكراً، لم ينتظر أمه لتعد له الفطور، بل لبس ملابسه على عجل دون مساعدة من أحد، على غير عاديه .كان سعيداً لأنه إنتقل إلى مدرسة جديدة قريبة من سكناه. تعود على جو المدرسة وبيئتها، وبدأ يحس بنوع من الثقة، خاصة وهو يسير إلي جنب أصدقاء الحي من البيت إلى قاعة الدرس، ولم تعد المسافة تزهقة، وهو متأبط محفظته الثقيلة، وكأنها تحمل كل كتب الدنيا.
دخلت المعلمة حجرة الدرس، وألقت تحية الصباح، ثم طلبت من الأطفال إخراج غلب الألوان فامتثل يوسف للأمر .وضع علبته على الطاولة، وأخذ ينتظر ...كل التلاميذ بدأوا يرسمون إلا هو؛ إقتربت منه المعلمة وقالت له: "لماذا لا ترسم يابني؟" أجاب يوسف:
"أنتظر أن تحددي ما أرسم، وكيف". ردت عليه المعلمة مبتسمة: "الأمر متروك لك، من حقك أن ترسم ما تشاء".
وبما أن يوسف يعشق الرسم، فقد بدأ مباشرة في رسم حقل من الزهور من مختلف الأشكال والألوان، فهو يحب الألوان الأساسية، الأحمر والأصفر والأزرق، ويجب أيضاً ما ينتج عنها من ألوان أخرى رائعة الجمال سواء كانت ألواناً ساخنة أو دافئة. نجبت المعلمة بإنجاز يوسف، وقالت له: "وهل تجب أيضاً اللعب بالطين؟" فقال لها:
"أجل معلمتي، يعجبني التشكيل به". فقالت له: "هيا، إصنع لنا شيئاً من اختيارك" أسرع يوسف إلى تشكيل طائر جميل راق المعلمة والأصدقاء والصديقات .حينها قالت المعلمة: "إن الرسام الماهر هو الذي يعبر بحرية دون التقيد بأوامر الغير وتوجيهاته، فالرسم كباقي الفنون مهارة فردية تنبع من أحاسيس الفنان ومشاعره، وكلما كان صادقاً كلما أبدع وأنتج أعمالاً رائعة .وأنت يا يوسف أحسنت وصدقت وأبدعت".
شعر يوسف بسعادة كبيرة وهو يصغي إلى تشجيع معلمته وقال لها: "شكرا أستاذتي العزيزة، إن تشجيعك لي زاد من أرتياحي في هذه المدرسة". أجابته: "مرحباً بك بيننا، ومن حقك أن تعبر عن أفكارك ومشاعرك، طبعاً مع أخترام آراء الآخرين وأحاسيسهم".