الأميرة والعصفور - الخامس ابتدائي
عندما يبدو ضوء الفجر تعزف العصافير على فروع الأشجار لخن الصباح الجديد فيرقص الكون ليوم الوليد وتنفذ إلى شباك الأميرة الصغيرة نسائم مفعمة بعبير الورد الربيعي الجميل، فتفتح عينيها وهي تبتسم، تنصت جيداً وهي شاخصة ببصرها الطفولي إلى شباكها الصغير فتسمع زقزقة عصفور قد تعود أن يوقظها كل يوم .ظل العصفور يمارس عادته حتى كبرت الأميرة وأصبحت تسير على قدميها، فأحست أن هذا العصفور ملك لها، فقد تعودت عليه وعلى سماع صوته الجميل، فطلبت من أمها أن تحضر لها هذا العصفور حتى تضعه في قفص وتلعب معه.
إختارت الأم في . طلب الأميرة الصغب، لكنها أرادت أن تحقق مطلبها حتى ترضيها، فذهبت إلى السوق لتبتاع منه عصفوراً جميلاً وقفصاً، إلا أن الأميرة الصغيرة رفضت أن تلاعب العصفور الذي اشترته أمها ولم تهتم به .وكان العصفور الذي تريده ما زال يعزف لها كل صباح لخته الفريد فأزداد تعلقها به.
عرفت الأم أنها لم ترض الأميرة، وأنها ما زالت تربطها علاقة وطيدة بالعصفور الآخر.
فكرت الأم في أن تصطاد العصفور وحاولت بالفعل، لكنها فشلت فهرب العصفور إلى غير رجعة حزنت الأميرة الصغيرة كثيراً على عصفورها الحبيب، وأصبحت دائمة البكاء، ورفضت الطعام فشحب وجهها وضعفت، وكاد يصيبها المرض. زارها العصفور في الليل متسللاً خوفا من أن تصطادة الأم وتضعه في قفص، وحدثها بلغته التي تفهمها قائلا : يا أميرتي الصغيرة أنا أحبك مثلما تُحبينني، ولن أتخلى عنك أبدأ، لكنني لا أرضى ولا أطيق الحبس، فقد خلق الله لي جناحين أطير بهما فلا تقيديني.
فهمت الأميرة ما قاله العصفور ثم قالت له :لا تخف ولا تحرمني من سماع لحنك الجميل، فقد أحببته وفهمت مقصدك ولن أحاول تقييدك مرة أخرى أبداً.