النص السماعي النار سر الطاقة - السادس ابتدائي
النار، سر الطاقة..
لا يذكر التاريـخ اشم أول من اكتشـف النـار، وسخرها لطهو طعامه، ولتؤنسة ليلة غياب القمر ونجومه، ولتمنحة الدفء الذي يحجب عنه شدة البرد.. تُرى ماذا كان شعور الإنسان، وهو يرى النار تندلع في الأعشاب اليابسة، حين خلل حجرين بعضهما ببعض؟ هـل كـان حكة للحجرين بحثاً عن وميض النار ؟ أم إنه كان مجرد تسلية ؟! أغلب الظن أن الأمر لم يكن بحثاً عن وميض نار هو لا يعرفها، وإنما كان صدفة عجيبة..
لأول مرة، اشتعلت النار أمام الإنسان. فزع لما رآه، وخاف، ثم تراجع خطوات إلى الخلف.. وبعد لحظات انتظار وتفكير، تشجع واقتـرب مـن النـار. مد يده نحوها؛ فلسـعته بلهيبهـا. إنتزع يده بسرعة، ثم تراجع مرة ثانية إلى الوراء، وراح يترقب ما الذي سيحدث؛ وهو ينظر إلى يده التي الحمرث؛ جراء تشع النار..!!
كانت النـار تطقطق، وهي تمضغ أعواد الشجر الجافة، وتنظر إلى الإنسان، الذي أوقد شرارتها الأولى، في تحد ظاهر.
بقي الإنسان على مقربة من الوافد الجديد؛ يترقب..! فإذا بالنار تخبو قليلا؛ وكأنها تطلب المزيد من الطعام.. فهم الإنسان ما تريده النار؛ فأشرع يجمع أعواد الشجر اليابسة، ويلقي بها وسطها؛ فإذا بها توهج، في حين بقي هو بعيدا ينظر..!
عـاد الإنسان إلـى كـوخـه؛ وهو يحمـل فـي يـده الحجرين اللذين منحاة هـذا الاكتشاف الكبير..! كـان معتزاً بنفسه، فظل يحمـل هـذيـن الحجريـن معـه، في صخـوه ونومه، وسفره وحله. لقد تيقن بأن الحجريـن يختزنان النار، وأنه الوحيد الذي يمتلك هذا الشر العجيب..!
كـان هـذا أول تعامـل للإنسـان مـع الطاقة.. ومنذ تلك اللحظة، والإنسان يسعى إلى كشف المزيد من أشرار النار التي غيرت أشياء كثيرة في حياته: منحته الدفء، ووفرت لـه الحماية ضد الحيوانات المفترسة، وأدخلته عالم الطهو الذي جعل طعامه شهيا، سهل الهضم..
ومع رحلة الإنسان عبر التاريخ، تطورت معرفته بسبل تطوير اكتشافه العجيب. وهكذا تحول الحجران اللذان أخذ منهما جـذوة النـار إلى عود كبريت، ثم قداحة ذات أشكال متنوعة.. ومع الخشب بدأت رحلة طويلة للإنسان؛ لإنتاج الطاقة. وقد صاحبته في رحلته تلك: الرياح التي كانت تدفع شفته الشراعية، والمياه التي ظلت تدير سواقية..
وبعد ذلك، انتقل الإنسان، تدريجياً، إلى الفحم، ثم إلى النفط والغاز الطبيعي، وكلها مصادر للطاقة، دارث بفضلها السيارات، واشتغلت بها آلات المصانع، ونفثت الطائرات دخانها، وأضيئت البيوت والشوارع بالكهرباء..
وهـا هـو الإنسان، اليوم، يستعيد دورة الزمان؛ ليرجع إلى تطوير مصادره القديمة في إنتاج الطاقة؛ تلك المصادر النظيفة الصديقة للبيئة؛ وعلى رأسها الشمس، والرياح، والمـاء.. فكلما وصل إليه مثلت النار فيه الشرارة الأولى.. إنها بالفعل سر الطاقة..
كتاب (الطاقة لعبة الكبار: ما بعد الحضارة الكربونية) لمحمد الخياط مطبعة سطور الجديدة، القاهرة، ط: 2012.
استثمار النص:
- عم يتحدث النص؟ وفي أي زمن بدأ الحديث عن وقائع هذه القصة؟
- كيف توصل الإنسان إلى اكتشاف النار؟
- لم اقترب الإنسان من النار في أول الأمر، ثم هرب منها؟ علام يدل ذلك؟
- كيف كان الإنسان يراقب النار؟
- بأي شيء تعلق الإنسان المكتشف للتار؟ ما رأيك في ذلك؟
- ما المراحل التي قطعها هذا الاكتشاف بعد ذلك؟
- ما الذي ساعد الإنسان على تطوير اكتشافه؟ وإلام توصل في نهاية الأمر؟
- ما أنواع الطاقة التي اهتدى إليها الإنسان بعد ذلك؟
- علام يعمل الإنسان اليوم في علاقته بالطاقة؟
- ألخص أفكار النّص شفهياً، انطلاقاً من الصور.
- ما المهارة الأكثر حضوراً في هذا النص؟
- أنتج نصا شفهيا آخر بأسلوبي، مستعينا بمشاهد الكتاب وما استفدته من النص المسموع .
