recent
اخر المواضيع

النص السماعي القطار بين الأمس واليوم

القطار بين الأمس واليوم - السادس ابتدائي 

النص السماعي القطار بين الأمس واليوم


القطار بين الأمس واليوم

كانت مهمه سالم تزويد القطارات بالمياه من «الخزان»

الماسورة واسعة ترتفع عمودية لثلاثة أمتار فوق خزان تحت الأرض، تنحني عند النهاية لمسافة متر لتتصل بخرطوم يتدلى طويلاً إلى أسفل. يأتي القطار، ويقف بجوار «الخزان» فيدخل العامل طرف الخرطوم في خزان مياهه، بينما يفتح سالم الصمام المركب فوق الماسورة لتندفع المياه من الخزان الأرضي. أدرك سالم أن الأيام ستمضي بلا معنى في هذا المكان الموحش القاجل فغرس شجرة. وكبرت الشجرة فرأى معنى السنين. الخزان يركبه الصدأ ولا يتزعزع، وسالم يعرف أن عمله هام، فالقطارات بلا ماء تخترق، وكان ما يدهش سالماً هو أنّ الشجرة التي صارت وارفة لم تجلب المصافير، وتساءل: ما معنى شجرة بلا عصافير أو أعشاش؟

وفي صباح خريفي فوجيء بالشجرة مقطوعة. وأتى حسان في المساء باسماً فسأله سالم:

- لماذا قطعت الشجرة؟

فرد حسان: أنا لا أحب العصافير.

- لكن العصافير لم تأت بعد؟ قال له سالم مستغرباً.

انصرف سالم في ضيق، وهو يتساءل كيف مضت سنوات خمس بهذه الشرعة.

استيقظ سالم ذات صباح على ضجة هائلة، رأى البلدوزرات تهدم البيوت وسكان المنطقة يحملون أمتعتهم ويرحلون إلى المدينة، كما عرف أن المكان سيتحول إلى مصنع للغزل.

وحين رأى قطارات خضراء تمر دون أن تقف لتتزود بالمياه، ولا تنفث دخاناً مثل القطارات السوداء قال في نفسه إنهم لابد سيتخلون عنه، لكنه لمح الملاحظ قادماً من بعيد. كان وجه الملاحظ متعضنا وشعر رأسه الأبيض لا تخفيه قبعته السوداء، قال الملاحظ لسالم:

- لقد صار العمل قليلا، القطارات الخضراء لا تعمل بالفحم ولا تحتاج إلى ماء كثير، لكن لا تقلق ولا تبرح المكان حتى أعود إليك. ومرت أعوام، وهرم حسان وهو يرى سالماً يتقدم نحوه ببطء شديد. 

بدا الخزان مهترنا في المساء، وفي الليل سمع سالم وحشان صوت سقوط الخزان.

النص السماعي القطار بين الأمس واليوم السادس ابتدائي


google-playkhamsatmostaqltradent