النص السماعي الإحـتـبـاس الـحـراري - السادس ابتدائي
الإحـتـبـاس الـحـراري
أصبحت التغيرات المناخية غير الطبيعية - التي تلاحظ بقلق وتوجس انتشارها وتزايدها - ظاهرة عالمية منذ بداية القرن الواحد والعشرين، تثير اهتمام الباحثين، وتخرج بشأنها العديد من توصيات قمم المناخ، حاثة على معالجتها والتخفيف من آثارها.
ومن أهم مظاهر هذه التغيرات المناخية : الاحترار الأرضي والكوارث الطبيعية. الاحتباس الحراري إذن هو عملية انحباس أشعة الشمس الدافئة على سطح الأرض. وعادة ما يمتص سطح الأرض جزءا من أشعة الشمس وحبسها، ويعيد توجيه المتبقي إلى خارج الغلاف الجوي. ويمكن فهم هذه العملية بمقارنتها بالبيوت الزجاجية
للنباتات، فهذه البيوت تخيش جزءا من أشعة الشمس، وتمنعها من الخروج بما يحافظ على دفء الجو داخل هذه البيوت، وبما يسمح للنباتات بنمو أفضل. إن غلاف الأرض الجوي مشابة لهذا الزجاج الأخضر.
وأخترار الأرض يحصل بسبب أنبعاث غازات الاحتباس الحراري التي تتكون من مصادر طبيعية كدوران الأرض وأشعة الشمس ولفظ البشر لثاني أوكسيد الكربون، غير أن المصادر غير الطبيعية كدخان المصانع والغازات التي تلفظها عوادم السيارات وغيرها والتي تدعى « الغازات الدفيئة » تتسبب في التقاط أشعة الشمس وحبسها، وتؤذي بالتالي إلى أخترار الأرض.
كما أنها تؤدي إلى هدم الطبقة التي تحمي الأرض وهي طبقة الأوزون الموجودة في الغلاف الجوي، فتتفاقم كمية أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض.
ومن نتائج هذا الاخترار ذوبان الغطاء الثلجي بالقطبين الشمالي والجنوبي وارتفاع مستوى البحر، بما يؤدي إلى كوارث طبيعية كالإعصار. لقد غرقت أماكن لم تعرف الفيضانات منذ مئات السنين، وقد أنذر العلماء بأن هذه الظروف المناخية القاسية مثل الأعاصير وموجات الحر والجفاف وانتشار حرائق الغابات ونضوب الفرشة المائية سوف تحصل غالبا في المستقبل من الأيام.
ومع ازدياد هذه الكوارث أزداد وعي الإنسان بما ألحقه من ضرر بالأرض.
وانكبت مؤتمرات المناخ العالمية على تفعيل قرارات تهم التخفيض من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، وتشجيع أستعمال المواد الاستهلاكية الخضراء والنظيفة، وتعويض الأحفورية بمصادر الطاقة المستدامة من شمسية وريحية ومائية وغيرها.