التعاون والتآزر - السادس ابتدائي
التعاون والتآزر
اتجة الرجال والنساء كلهم إلى بئر الساقية وهم يلهثون. واختلط الصباح بالاستغاثة.. وقعد مسعود على الأرض لا يقوى على الحركة، وأخذ يضرب الثرات بيديه في حشرة مخيفة، ولم يستطع أن يقف كأنه أنكسر حقا...
غير أن عبد الهادي قفز إلى البئر لاهثا، وأسند رجليه إلى القواديس ووضع يده تحت بطن الجاموسة وهو يشيد قدميه إلى غور في البئر.
ورحـف الرجـال .. ووقـف بعضهم أمام البئر.. وهب من ناحية عبد الهادي رجل أوشك أن يسقط في البئر، فأسنده عبد الهادي ورجاة أن يصعد هو ويستريخ بعبدا .. هم الآن أمام ضياع جاموسة مسعود بحشون فجأة أنه عندما تنزل كارثة برجل أو امرأة فكانما نزلت بهم جميعاً.
وهبط إلى البئر رجال آخرون، ووقفوا كلهم يساندون، وأرجلهم إلى القواديس أو إلى غؤر في البئر... وكانوا كلهم يشجعون بعضهم وأيديهم جميعاً تحت بطن الجاموسة، يحاولون دفعها بكل ما يملكون في أجسادهم من قوة لدفع الكارثة.
أما مسعود فكان قاعداً يدير رأسه إلى الرجال في داخل البئر، وإلى أمرأته التي جلست أمامة صفراء كالمؤت، بلا حيلة ولا قوة..
ورأی مسعود جاموستة ترتفع قليلا من مكانها في البئر، ولكنها عادت فسقطت، والرجال ما زالوا يتصايحون ويتسائدون من داخل البئر، والايدي كلها تحت بطن الجاموسة تحاول أن ترفعها فـي غير يأس. وفي كل لحظة يصعد رجل يلهث ليهبط رجل جديد.
وأخيرا رفعت الجاموسة على أيدي الرجال، فردت الروح إلى امرأة مسعود، وزغردت.. ووقف مسعود فجأة... وانتفض كأنما صبت في عروقه دماء جديدة فتية بكل الدفء والأمل.
