النص السماعي الحضارة البابلية - السادس ابتدائي
الحضارة البابلية
نشـأت الحضارة البابلية في بلاد الرافدين، التي هي العراق حالياً، وتعد من أولى المراكز الحضارية في العالم القديم. وقد عرفت هذه الحضارة ازدهاراً في كثير من الميادين؛ ففي الميدان الأدبي تميزت الحضارة البابلية بنهضة أدبيـة تجلت في إحداث العديد من المكتبات في معظم المدن والمعابد، وخلدت ملحمة "جلجامش" التي تعد من أشهر الأعمال الأدبية، وهي قصيدة طويلة كتبت في اثني عشر لوحاً من الألواح الطينية، مترجمة عن الأصل السومري.
وفي ميدان الملك اهتم العلماء البابليون بدراسة النجوم والشـماء، حيث يمكن التنبؤ مسبقا بانقلاب الشمس والخسوف، ووضعوا لعلم الفلك نهجا جديدا في القرنين الثامن والسابع قبل أميلاد، وبدأوا بدراسة فلسفة الطبيعة.
ولقد كانت هذه مساهمة مهمة في علم الفلك وفلسفة العلم، حتى إن بعض العلماء أعتبروا هذا النهج الجديد الثورة العلمية الأولى. كما أعتبر دارسو الحضارات القديمة علم الفلك البابلي أساس علم الفلك الذي تطور في الحضارات الإنسانية كلها.
و في ميدان الطب تكشف أقدم النصوص البابلية التي تعود إلى النصف الأول من الألفية الثانية قبل الميلاد أن البابليين أضافوا إلى طب المصريين التشخيص والتوقعات الطبية والشخص البدني والوصفة الطبية، وعالجوا الأمراض بوسائل علاجية مثل الضمادات والحبوب.
وفي المجال التقني أشتهر البابليون باختراع العديد من التقنيات، بما في ذلك تصنيع المعادن والزجاج، وصنـع المصابيح والنّسيج، والتحكم في الفيضانات، وتخزين المياه ، وتطوير نظام الري. كما استخدموا النحاس والبرونز والذهب والحديد، وتجلى هذا الاستخدام في تزيين القصور بمئات الكيلوغرامات من هذه المعادن المكلفة للغاية. واستخدموا النحاس والبرونز والحديد أيضاً لصنع الدروع والأسلحة المختلفة مثل الشيوف والخناجر والرماح والصولجانات الحربية.
ومن أهم ما اشتهرت به الحضارة البابلية بين الحضارات الكونية القوانين التي عرفت بشريعة "حمو رابي" أحد ملوك مملكة "بابل"، وهي شريعة حددت واجبات الأفراد وحقوقهم، ونظمت وفقها المعاملات في ميادين عديدة كالزراعة والرعي. وقد دولت هذه القوانين باللغة البابلية وبخطها المسماري علـى مسـلة من حجر الذيوريت الأسود، وهـي معروضة في متحف اللوفر باريس بعد أن عثر عليها سنة واحد وتسعمائة وألف (1901).