النص السماعي القاهرة - السادس ابتدائي
القــــــــــــاهرة
تفع القاهرة تحت سفح جبل المقطم تحيط بها أسـوار جميلة متينة ذات أنواب بديعة مصفحة بالحديد... وفي المدينـة صــاع وتجاز، وعدد من المدارس التي تثير الإعجاب بأبعادها وحسـن بنائها وزخرفتهـا، وكذلك عدد من المساجد المنسجمة البديعة، ويضم حي يسمى " بين القصرين " ذكاكين يباع فيها اللحم الناضج، كلها مجهزة بأوان من قصدير، وثباغ في أخرى ميالة مصنوعة من جميع أنواع الأزهار، ومذاقها رفيع جدا.
وبعيـدأ من هنا توجد فنادق القياب الصوفية المستوردة كذلك من جميع بـلاد أوربا. وفي الجانب الآخر يوجد زقاق يقيم فيه بالعو العطور كالمسك والعنبر، وعلى جانب من هذا الرقاق ما يفضي إلى حي يباع فيه الورق الجميل الصقيـل. والتجار الذين يبيعون هذا الورق يبيعون أيضاً الأحجار الكريمة، يحملها الدلال مـن دكان إلى دكان معلناً الثمن للمزاد. وفي القاهرة مارستان كبير يجد فيه المريض كل التسهيلات والعلاجات الطبية، وجميع ما يحتاج إليه حتى الشفاء.
وفي خارج القاهرة توجد قلعة السلطان، ومهما تبعد من السكان تسمع عنها معلومات عن القصور البديعة المفروشة يقطع من المرمر، مختلفة الألوان منسقة بكيفية عجيبة، وشقوفها كلها مكسوة بالذهب وأحسن الألوان، ونوافذها مزدانة بالأجاج الملون مثل ما يشاهد في بعض أماكن أوربا. وسكان القاهرة متى تصاحبهم تجدهم أناسا طيبين يزاولون التجارة والصناعة، ويرتدون لباسا حسنا يكون في الشتاء عبارة عن أثواب صوفية وأخرى محشوة بالقطن، ويلبسون في الصيف قمصانا من القماش الرقيق، ويضعون فوقها ملابس منسوجة من الحرير المخطط بالألوان، وعلى رؤوسهم عمائم كبيرة من قماش مستورد من الهند. أما لباس السيدات فهو فاخر، يحملن أكاليل على جباههن وعقوداً في أعناقهن، ويضعن على رؤوسهن غطاء ثمينا، وفشتائهن مصنوع بعناية ومزدان بطرز جميل، ويتدثرن بغطاء من نسيج القطن بالغ الدقة والنعومة مستورد من الهند، وينتعلن أخفافاً أو أحذية جميلة على الطراز التركي.
وفي القاهرة عدد من الباعة المتجولين يبيعون أشياء متنوعة كالفواكه والجبن واللحم النيء والمطبوخ، إلى غير ذلك من المواد الغذائية.
