أقـوى مـن الإعـاقـة - السادس ابتدائي
أقـوى مـن الإعـاقـة
ولد المخترع الفرنسي « لويس برايل » عام 1852 م في فرنسا، وكان لويس من الشخصيات التي أثبتت وجودها في المجتمع، وكان لها دور بارز في حياة الجميع.
فبالرغم من كل الظروف التي تعرض لها لويس برايل، والتي ابتدأت بفقدانه بصره منذ صغره، لم يعجز عن إثبات تفوقه العلمي وبراعته في الموسيقى، بل واختراعه لطريقة « برايل » التي كانت بمثابة النافذة التي غزا من خلالها ملايين الأشخاص، الذين يعانون من مشكلة فقدان البصر، عالم القراءة والكتابة والأعمال.
فقد نشأ هذا المخترع في كوبفراي بفرنسا، ودرس في إحدى المدارس الفرنسية وكان متفوقا في دراسته بالرغم من الإعاقة التي أصيب بها جراء تعرضه لحادث مؤلم، وهو دخول عصا بها مثقبان في عينه، ولم تُساعده الظروف لكي تجرى له عملية جراحية تعيد له البصر.
وظل لويس باقي عمره في العتمة، إلا أنه لم ييأس، فتحدى الظروف وأظهر مواهبه العلمية، فحصل على منحة من إحدى المدارس بباريس.
وعانى من سوء المعاملة في المعهد إلى جانب رفاقه، إلا أنه قاوم وأكمل دراسته، التي أستوحى خلالها - من الطرق البسيطة لتعليم المكفوفين القراءة - فكرة « كتابة برايل »، وليس هذا فقط وإنما أعتمد على بعض الطرق والأساليب التي يستعملها الجيش الفرنسي في المراسلات كنوع من الشفرات، لكي ينتج لنا في النهاية طريقة (كتابة برايل) الشهيرة.
وكان الجيش الفرنسي يعتمد على النقاط البارزة كأداة مخاطبة، بحيث لا تزيد الحروف عن 12 حرفا، لكل منها معنى خاص، ولكن برايل، نظرا لصغر سنه، قرر تسهيل وتبسيط الطريقة وجعلها عبارة عن 6 نقط كحد أقصى للتعبير عن الحروف، ثم بعد ذلك عمل على تحويل علوم الرياضيات والموسيقى إلى عبارة عن نقط لها معنى.
وبهذا التحدي العظيم لـ« لويس برايل » فتحت نافذة الأمل أمام العديد ممن شاءت الأقدار أن يفقدوا نعمة البصر.
