recent
اخر المواضيع

النص السماعي منزلنا الجديد - مكتوب

 النص السماعي منزلنا الجديد - السادس ابتدائي 

النص السماعي منزلنا الجديد - مكتوب


منزلنا الجديد

كان المنزل الجديد الذي سكناه، على مقربة من منزل أسرة طيبة تعرفتها إليها حين وصولنا إلى هذه المدينة؛ لذلك، لم اعد في حاجة إلى أحد إذا أنا أردت أن أزورهم. فنحن جميعاً نشكن الشارع نفسه، وليس علي سوى أن أقطع الشارع؛ لأصل إلى منزلهم.

شـرعـان مـا ترعرعت، وبدأت الحياة تتفتح أمامي؛ فلم تعد محدودة، كما كانت من قبل، في بضع غرف وحديقة، وإنما اتسعت، وبدأت أتعرف العالم الواسع. إتسعت حياتي بشكل جعلني أتعطش إلى متابعتها، واكتشاف كل ما كنت لا أعرفه منها..

كثيراً ما كانت صديقتي (ميللي) تقبل علي، وتخبرني بأننا سنخرج؛ فعلي أن أذهب إلى أبي؛ ليزودني بالنقود، فأذهب إليه، وأطلب منه ذلك.. كنا نذهب إلى المسرح، أنا وأمي و(ميللي)، وهناك كنت أشاهد عروض فتيات؛ تتحرك صفوفهن بحركة واحدة مع الألحان الراقصة؛ فيتنائزن تارة، ثم يجتمعن تارة أخرى..

لا يعني هذا أنني كنت أطمئن تمام الإطمئنان إلى المسرح. ذلك بأنني كنت أعرف الممثلين بأنهم أحياء مثلي، وأنه يمكن لمسهم، على عكس الممثلين في السينما؛ فقد كنت أعرف أنهم لا يعدون أن يكونوا خيالات. لذلك كنت أخشى المناظر المثيرة في المسرح..

وفي بعض الأحيان، كنا تذهب إلى واحدة من الحدائق العمومية المنتشرة في المدينة؛ حيث كان يتمثل لي تفتح الحياة وازدهارها. كنا نذهب إليها غالباً في فصل الصيف أو فصل الربيع، فلا نكاد تقبل عليها، حتى أحس بنفسي تنشرح؛ وكأنها تنطلق من عقال.

التفت يمينا ويساراً؛ فامتلأت عيني بالأزهار المتفتحة، ذات الألوان البهيجة التي تخلق من حولي جوا من الخيال البديع.

وكانت رائحة الأريج المنعشة، ونحن نتجول بين أحواض الورد، تستقبلني؛ فتملأ روحي الصغيرة بهجة. وكانت تحيط بهذه الزهور حضرة الأرض والأغصان، ومن فوقها زرقة السماء الصافية، تسطع وسطها أشعة الشمس الدافئة.

كنـا نـقابـل هناك أصنافاً من الناس؛ يعلو البشـر وجوههم جميعاً، على تباينهم. وكان من بينهم أطفال مثلي. كنت أنتبه إلى كل شيء يقع عليه بصري؛ لأن كل شيء كان جديداً بالنسبة إلي...


(في الطفولة) لعبد المجيد بن جلون الصفحات: 1921 (بتصرف).



النص السماعي منزلنا الجديد السادس

google-playkhamsatmostaqltradent