دليل الاستاذ لانتاج الوسائل التعليمية وتدبير الانشطة الصفية في اللغة العربية
في إطار التنزيل الأولي للرؤية الاستراتيجية 2015 – 2030، قصد الارتقاء بإتقان اللغات بشكل عام واللغة العربية بشكل خاص، ومواكبة لعمليات تطوير منهاج اللغة العربية السنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي، وما تدعو إليه من ضرورة تجديد الممارسات التعليمية للنهوض بالمنظومة التربوية، حظيت الوسائل التعليمية باهتمام كبير في النصوص والوثائق الرسمية، وفي وثيقة مستجدات المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي، اعتبارا لدورها الفعال في تجويد العملية التعليمية التعلمية، عن طريق إخراج التعلمات من مجال التجريد إلى مجال الإدراك المحسوس، ونظرا لكونها تحبب الأستاذ(ة) والمتعلم(ة) بالسلك الابتدائي في اللغة العربية بدرجة أولى، وتبني لديهما ذوقا جماليا وإبداعيا لحل الإشكالات اللغوية قراءة وتعبيرا وكتابة.
ونظرا لتفاوت سياقات التعلم تبعا للظروف السوسيو اقتصادية والعوامل الجغرافية والاجتماعية، تبقى استفادة المتعلم(ة) من الوسائل التعليمية متفاوتة ومتباينة من منطقة إلى أخرى، ومن وسط حضري إلى آخر قروي.
وسعيا إلى تحقيق تكافؤ الفرص بين المتعلمين والمتعلمات، أصبح من الضروري البحث عن وسائل تعليمية بسيطة تحقق الأهداف نفسها، وتكفل للمتعلم(ة) حقه في تعليم جيد يحفزه إلى التفكير الإبداعي وينمي لديه الذوق الفني والحس النقدي.
لهذه الغاية يأتي هذا الدليل لاقتراح تقنيات واستراتيجيات الاستثمار مواد متوفرة في محيط الأستاذ(ة) والمتعلم(ة)، وإنتاج وسائل تعليمية تعلمية للاستعمال في أنشطة اللغة العربية، داعيا إلى الاستفادة من الحس الإبداعي للأستاذات والأساتذة لإنتاج وسائل عملية وغير مكلفة، وذلك انطلاقا من مبدأ "أن يخلق الأستاذ(ة) من اللا شيء شيئا"، عن طريق استعمال أدوات بسيطة ومواد متواجدة في محيطه وإعادة تدوير المتلاشيات واستعمالها لأهداف تعليمية وتربوية.