النص السماعي حضارة الإنكا - السادس ابتدائي
قام شعب (الإنكا) ببناء أمبراطورية قديمة في أمريكا الجنوبية، وقد كانت من أكبر الامبراطوريات في تلك. المنطقة في العصر قبل الكولومبي. وقد شملت أرض هذه الحضارة (بوليفيا وبيرو وإكوادور وجزءاً من الأرجنتين وتشيلي). وعرفت عاصمتهم (كسكو) - أو مدينة الشمس المقدسة كما أطلقوا عليها - بمعابدها وقصورها العالية، والتي وصل ارتفاعها إلى 11 ألف قدم فوق سطح البحر في جبال (الإنديز). وتعني كلمة إنكا المالك أو الابن الأوحد للشمس. وعرفت اللغة الرسمية لحضارة الإنكا بأسم (رونا سيمي)، وهي لم تكتب قط، بل تم توارثها شفهية. واستمرت حضارة الإنكا حوالي مائة عام، وبعد الرخاء، إنقسمت الإمبراطورية إلى قسمين، فأنتهز الإسبان الفرصة وقاموا بغزوها وتدميرها.
وضعت حكومة شعب الإنكا يدها على الأرض لضمان قوت الشعب ومواردها من ذهب وفضة ومعادن. أخرى، كما وضعت يدها على الماشية، وخاصة حيوان اللاما الذي يعد من أهم وسائل المواصلات في حضارة الإنكا. وبرع شعب الإنكا في الزراعة، حيث كانت لهم خبرة في إنتاج المحاصيل وشق الشواقي لجلب الماء من المناطق الجبلية لسفي الحقول. وبنوا جسوراً مصنوعة من الصفصاف المجدول بالحبال وأغصان الكرم.
بالإضافة إلى ذلك، أتقن الإنكيون نسج القطن بمهارة فائقة حتى كان يبدو كالحرير، وكانوا يحيكون ملابسهم، ويصنعون أحذيتهم بأنفسهم، كما كانوا يسبكون الذهب والفضة. وقد توصل شعب الإنكا إلى بناء دولة العدالة الاجتماعية، من خلال وضع القوانين، فكان لكل عائلة مقدار معين من محصول الأرض. وكان العجزة وكبار السن والفقراء يلقون رعاية من المجتمع. وقد اعتمد الإنكيون قانوناً صارماً في معاقبة كل يض أو كاذب أو كسلان، وشرى هذا القانون بقوة على الجميع.
بني الإنكيون هرما اجتماعياً، رأس الهرم تمثل الحاكم، ثم تأتي بعد ذلك طبقة النبلاء، ثم عامة الشعب، ويليهم خدم المنازل والعبيد. ويعتبر الملك والملكة منحدرين من إله الشمس، وكانت الملكة تعرف باسم (كويا). وكان الزواج عند الإنكيين مبنياً على التكاثر العددي لحاجتهم لأياد كثيرة تساعد في العمل. واهتم الإنكيون بالمرأة، حيث كان لها دور أساس في حضارة الإنكا، ويعتمد عليها إلى جانب الرجل في الزراعة والرغي وتربية الأبناء.