النص السماعي أحـواش ذاكرة فنية - السادس ابتدائي
« أحـواش » ذاكرة فنية
الفن يجسد بجلاء هموم الإنسان وآماله وأحاسيسه وتأملاته وتخيلاته في أشكال فنية جميلة مثل الغناء، والرقص، والرسم، والنحت، والتمثيل، والشعر .... وأصناف الإبداع الأدبي والفني في المناطق الأمازيغية كثيرة، جسدت عبر تاريخ القبائل الأمازيغية تفاعل الإنسان الأمازيغي مع محيطه الطبيعي والبشري.
ومن أشهر الفنون الأمازيغية فن « أخواش » الذي هو ليس مجرد غناء ورقص فحسب، وإنما سجال بين.الشعراء. ويقتصر دور الراقصين فيه على ترديد العبارة الأخيرة أو المقطع الأخير لكل شاعر، في انتظار أن يرد عليه الآخر، ويتم ذلك وفق أداء راقص متناسق ومنسجم مع الإيقاع الموسيقي. فن « أخواش » إذا رقصة فنية يمتزج فيه الرقص بالغناء، وتؤدى بشكل جماعي من لدن الذكور أو الإناث فقط، أو الذكور والإناث معاً، ف میدان يسمى عادة « أسايس ».
ومن أبرز مميزاته تعدد أشكاله الجمالية، وتنوع التصاميم الهندسية لرقصاته تبعاً لكل منطقة من المناطق الأمازيغية الساحلية، أو الجبلية، أو الصحراوية. كما تُجرى طقوس "أحواش" وقوفاً على شكل صفوف متراصة، أو على شكل دائرة أو هرم. ويعتمد على حركات الأيدي والأرجل في الرقص.
يترأس المجموعة الراقصة أحد أفرادها يدعى « المقدم »، والذي يجب أن يكون شاعراً وملحناً وعازفاً ومغنيا. وهو يقود المجموعة، في غالب الأحيان، عازفاً على آلة جلدية مثل البندير، ويتولى توزيع الكلمات، وضبط حركات الراقصين والإيقاعات الموسيقية. وينخرط شاعران أو أكثر في مقارعة شعرية يمكن أن تصل في مضامينها، حسب الموضوع، إلى حد المخاصمة الشعرية، مما يستدعي تدخل شخص معين من الفرقة لإيقاف المقابلة بمقطع شعري غنائي، يدعو فيه المتقابلين إلى تحكيم العقل والصلح.
المشاركون في « أخواش » من الذكور يلبسون الجلباب المغربي والقميص والبرنس والعمامة البيضاء، ويتقلدون الخناجر الفضية وقراباً التي هي عبارة عن محافظ جلدية مزركشة بالحرير. أما النساء فيتزين بالحلي التقليدية التي تتكون عادة من القطع المسبوكة، وكريات اللوبان أو ما يعرف بالعقيق الإفريقي أو السوداني.
تمة مجموعات غنائية أمازيغية محترفة حملت فن « أخواش » إلى المنتديات الدولية، فأعطته شهرة عالمية.