وزارة بنموسى ... الأستاذ غير مؤدب
أنت تناضل،إذن أنت غير مؤدب،أو قليل الأدب،وتحتاج إلى تأديب.
الخطير في عقد المجالس التأديبية في حق الأساتذة والأستاذات الذين فرض علهم التعاقد،ومن منطلقات تربوية،لن يضر بالمسار الوظيفي للأستاذ فقط،بل سيقلل من شأن الأستاذ أمام تلميذه،وسيسقط عنه تلك الرمزية المعنوية والأخلاقية التي كان يمثلها،وهو ما لم تضعه الوزارة في الحسبان.
فأن يقف أستاذ أمام تلاميذه صدرت في حقه عقوبة تأديبية، معناه أنه فاقد الأهلية التربوية،أو غير صالح بمعيار الوزارة،وأنه غير حريص على مصلحة التلميذ،فأي قيمة أخلاقية ستبقى للأستاذ،وهو بدوره المحوري داخل المنظومة،يمثل السلوك الحسن،وقدوة في تمثل وتطبيق القيم والوطنية والدينية والإنسانية...؟!
كان التلميذ أو أولي أمره،في ظل الفوارق والتمايزات الوظيفية داخل قطاع التعليم،أستاذ متعاقد وأستاذ مرسم،عندما يُسْأل عن الأستاذ الذي يدرسه،يجيبك أنه فقط أستاذ متعاقد "غِيرْ أستاذ متعاقد" ،بسبب الصورة المشوهة التي تم الترويج لها ضد هذه الفئة من نساء ورجال التعليم.
أما الآن،فبالإضافة إلى تلك النعوت الحاطة من قدر الأستاذ الذي فرض عليه التعاقد،والتي دحضها الواقع،حيث أبانت هذه الفئة عن غيرة وكفاءة عالية في التدريس،تفوقوا في أحيان كثيرة عن زملائهم المرسمين،ستنضاف إليها ظلما وعن قصد من طرف وزراة بنموسى، مَسَبة أستاذ "غير مؤدب".
إن المس بكرامة الأستاذ والحط من قدره داخل المجتمع وفي أعين تلاميذه ،لن يخدم منظومتنا التعليمية،ولن يكتب لما يسمى إصلاحا أي نجاح،اللهم إن كان الإصلاح يراد به إصلاحات تقنية في "ماكينة" تعليمية،اعتراها الصدأ وتعطلت بعض قطع غيارها.
أعتقد أن الوزارة،لا أقول عمياء وفاقدة البصر،بل،بقراراتها العشوائية،أصبحت فاقدة البصيرة،ولا تحسن إطلاقا تدبير القطاع،وما عقد مجالس تأديب للأساتذة إلا خير دليل على ذلك،فلا يمكن إطلاقا القبول بتدبير مشاكل قطاع تربوي بعقلية أمنية سلطوية.
أملي أن تتفطن الوزارة إلى هذا الخطأ الجسيم،وتتراجع عن قرارها بتأديب الأساتذة،لأنها محتاجة،أحبت أم كرهت، إلى انخراط الأستاذ الطوعي والإرادي في تنزيل مضامين خارطة الطريق 2022_2026،ولا سبيل إلى ذلك إلا باحترام الأستاذ وتقديره،والإنصات إليه،لا بمعاقبته والمس برمزيته وكرامته.
كل الدعم والمساندة لأساتذتنا وأستاذاتنا الموقوفين.
الله غالب
الاستاذ كيمية العياشي