recent
اخر المواضيع

أستاذ يشتري مكنسة كهربائية لتنظيف قسمه. هل هو كرم أم سذاجة ؟

 أستاذ يشتري مكنسة كهربائية لتنظيف قسمه

"شاط الخير على زعير وفرقوه بالبندير"

هل يعتبر هذا الفعل كرما من الأستاذ،أم سذاجة منه،أم رغبة في الظهور،أم تعبيرا ذكيا عن الوضع المتردي الذي تعيشه مؤسساتنا التعليمية،حيث أغلب المؤسسات لا تتوفر على منظف ؟


إذا كان كرما،فإن واقع الأستاذ المادي مبك ومؤلم،فجل من أعرفهم من الأساتذة يعانون،وأحوالهم باتت مقلقة،وهو ما يتم تصريفه من خلال الاحتجاحات والإضرابات الداعية إلى تمكين الأساتذة من مستحقاتهم،والمطالبة بترقيتهم كحل للتخفيف من وطء إكراهات الحياة عليهم،ولا أجد هنا كلاما أبلغ من القولة المشهورة:"شاط الخير على زعير وفرقوه بالبندير".


أما إذا كان سذاجة،فتلك والله وصمة عار يلسقها هذا الأستاذ برجال ونساء التعليم،وشأنه شأن السذج الذين ينفقون من مال أبنائهم للقيام بمهام جهات وصية على القطاع،لجهلهم بالأموال الطائلة التي تنفقها الدولة على التعليم ولا تدبر بشكل صحيح،بل وتذهب إلى جيوب من لا يستحقها،أو تصرف في أمور وقضايا جانبية،ولا تستهدف ضروريات المهنة وأولوياتها،وقد يشجع هذا الفعل الوزارة على مزيد من إذلال الأستاذ وابتزازه،علما أنه هو من يشتري أقلام اللبد،وينسخ أوراق الامتحان،ويشتري بدلة العمل،ويوفر كثيرا من الوسائل التعليمية،والأخطر ما يحضرني،وأنا أكتب هذا المقال، مثال لمدير مؤسسة يطلب من الأساتذة المساهمة في توفير الإطعام للأساتذة الذين يحضرون اللقاءات التربوية التي تقام داخل مؤسسته،ويعتبر ذلك دليلا على فاعلية الأستاذ وحسن أدائه المهني.


أما إذا كان تعبيرا ذكيا من الأستاذ،ورسالة مشفرة للوزارة كي يلفت انتباهها إلى دورها في الاهتمام بنظافة الحجرات الدراسية،لأنها تخلت أو قلصت من عدد المنظفين والمساعدين التقنيين،فذلك ما نتمناه،وأعتبرها مبادرة محمودة.


إلا أن الواقع داخل المؤسسات التعليمية،بما يعرفه من قصور وضعف في أمور شتى،وما يشكله من عقبات أمام تجويد الممارسة التعليمية التعلمية،لا تكفي معه الرسائل،بل يحتاج إلى نضال،وجب على النقابات أن تجعله في صلب مطالبها.

الله غالب

كيمية العياشي

google-playkhamsatmostaqltradent