بوركت قطر- عياشي الكيمية
قطر بلد صغير وبإمكانيات كبيرة،لكن ما ميز قطر وأكسبها هذه المكانة،ليست الثروة وحدها بل حكمة قادتها وبعد نظرهم،حيث بوؤوها منزلة رفيعة إقليميا ودوليا،وتميزا في مجالات شتى،فكثيرة هي الدول التي تفوقها مساحة وسكانا وثروات،لكنها لم تستطع أن تتبوأ مكانة قطر.
فمع بداية اقتراب انطلاق مباريات كأس العالم لكرة القدم أبانت قطر مرة أخرى عن تميزها،وأبت إلا أن تنظم هذا الحفل الكروي العالمي على طريقتها،كبلد عربي مسلم.
فمن نشر للوحات إشهارية على جنبات الشوارع كتبت عليها أحاديث نبوية،إلى منع بيع الخمور،إلا أن ما زاد هذا الملتقى الكروي تميزا هو استضافة 500 داعية مسلم يتكلون بلسان أبناء أوطانهم الذين حجوا إلى قطر لمآزرة فرقهم والمتابعة عن قرب مجريات مباريات الفرق المشاركة.
ففي الوقت الذي كانت فيه دول أخرى، إسلامية،تعتبر مثل هذه الأحادث مناسبة لجمع العملة الصعبة وتحريك الاقتصاد ،فتجتهد في توفير ما يحتاجه زوارها من مشروبات وملذات ومتعة وأماكن لهم،فتنشط تجارة المحرمات،وتفتح الحانات وتنظم مهرجانات الفسق والفجور باستدعاء فنانين محترفي العري والرذيلة،وتقدم لحم فتياتها ونسائها رخيصا على موائد عباد الشهوة الأجانب،دونما اعتبار لقانون أو أخلاق...،جعلت قطر الخير هذا اللقاء مناسبة للدعوة إلى الله،ومنبرا لنشر الإسلام وتقديم دعاته وعلمائه للعالم.
قد يعتقد البعض أن تقديم قطر لهذا الحفل الكروي بهذه الإخراج العربي الإسلامي،أمرا بسيطا،لكن،واستحضارا لحال الانكسار والسقوط والتبعية الذي تعيشه أمتنا إلى حد اتباع المستعمرين الجدد شبرا بشبر وذراعا بذراع،لأدرك أن هذه الخطوة كبيرة جدا،ولها ما بعدها من آثار نفسية وحضارية بالغة الأهمية.
ليس سهلا،في عالم الهيمنة والإملاءات،أن تصنع تميزا،وتقدم نفسك للعالم كما أنت لا كما يريده من نصبوا أنفسهم زورا وطغيانا سادة العالم وحاكميه.
وفق الله الشقيقة قطر،ووفق أميرها الشاب،تميم ابن حمد آل ثاني.
✅ ذ كيمية العياشي
يمكنكم قراءة كذلك:
✅ أجمل ما قيل عن افتتاح كأس العالم قطر 2022